Navigation

الثواب والعقاب في تربية الأبناء

 

الثواب والعقاب في تربية الأبناء

 

طفل1

 

خاص شبكة الألوكة



كانتْ - وما تزال - عمليةُ تَنشئة الأبناءِ وتربيتهم عمليةً صعبةً للغاية، يَبحث خلالَها الآباءُ عن الطرق والوسائل الأفضل في عمليةِ التَّربية، التي مِن شأنها أن تُخرجَ أبناءً أسوياء؛ لهذا كان مِن الصَّعب على بعضهم أن يُربُّوا أبناءهم كما ربَّاهم آباؤُهم، وظلُّوا يسألون عن الطُّرق الأفضل للتَّعامل مع الأبناء حالَ إثابتهم، أو عقابهم على تَصرُّفاتهم اليوميَّة؛ ولهذا كان مِن واجبنا أن نضعَ أيديَنا على أفضل الطُّرق في استخدام الثَّواب والعِقاب مع الأبناء، بطريقة تربويَّة صحيحة من خلال هذا التَّحقيق.

عقاب لا يردع:
في البداية تقول الدكتورة منى أحمد عبدالموجود - أستاذة الخِدمة الاجتماعيَّة بجامعة حلون -: "إنَّ الثواب لا يكون إلاَّ مع سلوكٍ سويٍّ مرغوب فيه، إذا قام به الطِّفل يُثاب عليه، أمَّا العقاب فهو سلوكٌ غير سويٍّ، وغير مرغوب فيه إذا قام به الطِّفل، فإنَّه قد يُعرِّضه للعقاب".

ويُثاب الطِّفل عندَ الْتزامه السلوكَ السويَّ، ولا بدَّ أن يكون الثوابُ ذا جدوى للطِّفل، ويُحقِّق له أهمية في حياته، والعكس بالنسبة للعِقاب، فحتَّى يكون العقابُ ذا جدوى لا بدَّ أن يختار الوالدانِ وسيلةً لحرمان الطِّفل من شيءٍ يُمثِّل أهمية بالنسبة له.

وترى الدكتورة "منى" أنَّ الضرب كوسيلةٍ للعقاب لا يلجأ إليه الوالدان إلاَّ لحظة الانفعال من تصرُّفات الأبناء، وعدم التَّفكير برَويَّةٍ للتَّعامل مع الخطأ الذي قام به الابن، فيكون الضَّرب أقربَ وسيلة للعقاب والرَّدع، كما ترى أنَّ الضَّرب لا يصلح لكلِّ الأعمار، ولا كلِّ المواقف، فتوجد وسائلُ أخرى كثيرةٌ؛ مثل الحرمان من الخروج، فلا بدَّ أن يختار الوالدان الأسلوبَ المناسبَ للمواقف المختلفة، للتَّعامل مع الأبناء حالَ الإثابة أو العقاب، حتَّى لا يَعتاد الأبناءُ على أسلوبٍ وحيد في العقاب، فيصبح بلا قيمةٍ، ولا رَدعٍ، ولا تأثير، بالإضافة إلى ضرورة معرفة الآباءِ، ودرايتهم باحتياجاتِ الأبناء، واستخدام الأساليب الأحدث في التَّربية الحديثة.

أسلوب الإطراء:
وتؤكِّد الدكتورة سامية محمَّد الجوهري - الأستاذة بجامعة حلوان - على ضرورة التَّوازُن في معاملة الأبناء عندَ اقترافهم بعضَ الأخطاء؛ إذ يوجد أخطاءٌ تنتج عن عدم فهمهم للمواقف، وما هو التَّصرُّف اللاَّئق، وهنا يُعذر الأبناء، ولا يُعاقبون؛ بل على الوالدَين تفهيمهم نوعيةَ التَّصرُّف اللائق والمناسب.

وتوضِّح دكتورة "سامية" أنَّ الثَّواب نوعانِ: مادي ومعنوي:
فالمادي يعني: إعطاء الطِّفل شيئًا ملموسًا، يُمثِّل له مردودًا إيجابيًّا في نفسه، فمثلاً إذا الْتزم بتأدية الواجب المدرسيِّ، فيعطيه الأبُ جائزةً؛ مثل (الشيكولاتة)، أو اللَّعب على الكمبيوتر، ومِن الأفضل عدمُ إدخال النُّقود في عملية الثَّواب.

أمَّا الثواب المعنوي، فيعني: الاستحسانَ والإطراء، ومدحَه بالجمل التي يرغب في سماعها، والتي تَزيد من عزمه واستمراره؛ مثل: أحسنت.

وعن عَلاقة المستوى التعليميِّ للوالدين واللجوء للضَّرب، أكَّدت دكتورة "سامية": أنَّ الوالدين ذَوي المستوى المتدنِّي تعليميًّا هُم أكثرُ الفئات لجوءًا لضرب أبنائهم، أمَّا الطبقة المتوسطة، فتستخدم أساليبَ تميل للاعتدال، وهكذا نجد الطَّبقاتِ العُليا، والمعدومة والمتدنية الأكثر تطرُّفًا؛ إمَّا في القسوة، أو التَّدليل الزائد.

ويؤكِّد من دور الوالدين المتعلمين في عملية التَّنشئة الاجتماعيَّة - القراءةُ والاطِّلاع على كتب التربية الحديثة، وكتب التَّنشئة الاجتماعيَّة؛ ليتَسلَّحوا بالأساليبِ المناسبةِ للتَّربية، ويتجنَّبوا الأساليب الفاشلة في التربية، أمَّا غير المتعلمين، فعليهم الانتقاء من وسائل الإعلام، ومساعدة المدرسة، ومركز الشَّباب والمؤسَّسات الأهليَّة.

الرسول القدوة:
أمَّا الدكتورة عايدة حمادة - أستاذة خدمة الفرد بجامعة حلوان - فتُرجع مسألة الثَّواب والعقاب في تربية الأبناء إلى نَمط الأسرة الذي تستخدمه في مُعاملتها مع أبنائها، فقد يكون إثابةً دائمة، أو عقابًا دائمًا، كما تختلف الأُسر أيضًا في استخدامها لطُرق التَّنشئة الاجتماعيَّة للأبناء، وهو ما يجعل بعض الأسر تستخدم في عقابها الضَّرب دائمًا، والبعض الآخر يَستخدم الحرمانَ من المصروف دائمًا، دونَ فَهْم لأساليب التربية الحديثة، التي تُشير إلى ضرورة استخدام كلِّ الوسائل في الثَّواب والعِقاب؛ لأنَّ المواقف مختلفةٌ، وبالتالي لا بدَّ أن يختلف معها أسلوب الثَّواب والعقاب.

وشدَّدت الدكتورة "عايدة" على ضرورة استخدام الأُسلوب الدينيِّ في التربية؛ كما أمرنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكيف نستلهم منه - عليه الصَّلاة والسَّلام - الأسلوبَ الصحيح في التَّعامل مع الأطفال، ومع الصِّبيان، ومع الشَّباب، وكيف كان - عليه الصَّلاة والسلام - موسوعة، استلهم منه العِلمُ الحديث طرقَ ومناهج التربية السليمة في القرن العشرين والحادي والعشرين.

وأكَّدتْ أنَّه إذا كان ولا بدَّ مِن ضرب الأبناء على بعض أخطائهم، فلا بدَّ أن يكونَ غيرَ مؤثِّر (غير مبرح)، ولا يَترك علاماتٍ، ولا يكون على الوجه، أو أيِّ مكان حسَّاس في الجسم، ولا بدَّ مِنَ اعتياد استخدام الثَّواب أكثرَ من العقاب؛ ليمتنع الابنُ عنِ ارتكاب الأخطاء، فالتَّحفيز والتشجيع دائمًا أطيبُ للنَّفْس، وأكثر دافعية لها للتَّقدُّم والسُّلوك القويم.


مشاركة
Banner

chalhaoui

هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف

أضف تعليق:

0 comments: