تمثيل الرسول عليه الصلاة والسلام
منكر شنيع فيه انتقاص لقدره وإخلال بمكانته
الحمد لله ربِّ العالمين،
وصلَّى الله وسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه
والتابعين.
أما بعد:
فإن الهيئة العالمية
للتعريف بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ونصرته التابعة لرابطة العالم الإسلامي
انطلاقاً من مسؤوليتها تابعت ما نُشر بشأن عزم إحدى الجهات الإعلامية في إيران
إنتاج فيلم سينمائي يجسد رسول الله محمداً - صلى الله عليه وسلم -.
ولا ريب أن هذا العمل محرم غاية التحريم،
وذلك لأن تجسيد شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتمثيل دوره في الأفلام
والمسلسلات يتعارض مع ما ينبغي من إجلاله وتوقيره عليه الصلاة والسلام، ويعد ذريعةً
للاستخفاف بمقامه الشريف، ومدخلاً للاستهزاء به عليه الصلاة والسلام ولما نزل عليه
من ربِّ العالمين.
وفي هذا العمل انتهاكٌ
لما أوجب الله سبحانه من تنزيل نبيه محمد عليه الصلاة والسلام منزلته الجليلة، التي
تتابع المسلمون على القيام بحقها جيلاً بعد آخر، عملاً بما أوجب الله سبحانه من
الإجلال والتوقير لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام، قال سبحانه: ﴿
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﴾ [الفتح: 8، 9] وقال جل وعلا: ﴿
لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا
﴾ [النور: 63] وقال تعالى وتقدس: ﴿ وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ
وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66]
وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ
اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 61].
وبالنظر إلى المفاسد
العظيمة المترتبة على تمثيل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتجسيد شخصيته الشريفة
فقد اتفق علماء الأمة على تحريم هذا العمل وشددوا النكير على من قام به، وتتابعوا
على بيان مفاسده وشدة حرمته.
ولخطورة هذا العمل فإن
المجامع الفقهية ودور الإفتاء في العالم والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي أصدرت
قراراتها وفتاواها بتحريم تمثيل الرسول عليه الصلاة والسلام كما صدر عن هيئة كبار
العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية، وعن لجنة الفتوى
بالأزهر، وعن مشيخة الأزهر، وعن مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، وعن المجلس
التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وعن المجمع الفقهي الإسلامي في
الرابطة، وعن اجتماع المنظمات الإسلامية المنعقد بمكة المكرمة عام 1390هـ.
وفي ضوء ما تقدم من
المفاسد المحرمة المترتبة على تمثيل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإن الواجب على
المسلمين الحذر من اقترافه، وبخاصة مؤسسات الإنتاج الإعلامي والقنوات الفضائية
والواجب على المسلمين التواصي بمنعه ومقاطعة أي عمل ينطوي على هذه الإساءة لمقام
النبوة.
وإن الهيئة العالمية
للتعريف بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ونصرته التابعة لرابطة العالم الإسلامي
تؤكد على مسؤولية الحكومة الإيرانية عن مواجهة هذه الإساءة لمقام النبوة باعتبار أن
إنتاج الفيلم المشار إليه على أراضيها وهي مسؤولة عنه أمام الله تعالى ثم أمام
الأمة الإسلامية جمعاء، فينبغي أن تقوم بواجبها في منعه غيرة على جناب النبوة ونصرة
للنبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم -، واستجابة لمطالب الأمة.
والله المسؤول سبحانه أن
يدفع عن نبيه محمد عليه الصلاة والسلام تسلط السفهاء وبذاءات الأغرار والمفسدين،
وأن يزيد نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام رفعةً وشرفاً، وأن ينصر دينه، ويعلي
كلمته، إنه سبحانه على كل شي قدير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
الهيئة العالمية للتعريف بالرسول - صلى الله عليه
وسلم - ونصرته
أضف تعليق:
0 comments: